منتديات الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاقصى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انواعالادب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو انس
Admin
Admin
ابو انس


المساهمات : 241
تاريخ التسجيل : 11/02/2008
العمر : 28

انواعالادب Empty
مُساهمةموضوع: انواعالادب   انواعالادب I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 19, 2008 10:27 pm

مما لا شك فيه ، أن فكرة العلاقة بين الفنون ، أو تداخل الأنواع الأدبية ، ليس وليد عصرنا الراهن ، فمنذ أن وجدت الفنون قامت هذه العلاقة ، وأن هناك صلة ما بين الفنون المختلفة . وقد أشار أرسطو ـ قديما ـ إلى وجود علاقة بين الشعر والتصوير ، واصفا الشاعر بأنه محاك للمصور .

وهنا سأتناول العلاقة بين القصة القصيرة وبقية الفنون ، مركزا على علاقتها ، بفني الشعر والسينما .

على مر تاريخها ، تجاوزت القصة الملامح ، التي حاول النقاد أن يضعوها لها ، وتعددت أنواعها ، وظهرت عشرات المصطلحات التي تصفها ، مثل القصة الرمزية ، قصة الاسكتش ، قصة الشخصية ، أقصوصة ، قصة قصيرة جدا ... إلخ .

وكل تلك المحاولات لوضع مفاهيم ، أو مواصفات معينة للقصة القصيرة ، قامت هي بتحطيمها وتجاوزها ، وبالتالي يمكن القول ، إن أي محاولة لوضع تعريف ، أو مواصفات لها ، سيكون قاصرا ومحدودا وبلا جدوى ، فالقصة القصيرة هي التي لا تعريف لها ، أو هي الشكل الهلامي الذي يصعب صبه في قالب ، أو شكل محدد . هي فن غير معين بمفاهيم أو أشكال ، وهذا لا يعني تحررها التام ، وعدم خضوعها لأي قواعد ، وإنما هناك ملامح معينة ، متفق عليها للقصة القصيرة .



علاقة القصة القصيرة بالفنون الأخرى :

هناك علاقة تربط بين مختلف أنواع الفنون ، بعضها ببعض ، فلا توجد حدود مرئية تفصل بينها ، ولأن القصة القصيرة حديثة الظهور ، مقارنة بالفنون الأخرى ، فهي قد استفادت من أساليبها وتكنيكها وبنائها الفني ، فالفن القصصي أبسط أنواع الفنون ، وأكثرها صعوبة في نفس الوقت ، إذ هو " أبسطها من حيث استيعابه المتسامح ، لعناصر وسمات وخصائص جديدة باستمرار ، ومع ذلك فهو أكثر الفنون صعوبة ، لحاجته إلى دهاء خاص ، في استعمال هذه العناصر ، وإخضاعها لتقنياته الشكلية " (1) .

ويتجلى ذلك واضحا ، في ملمح التكثيف ، الذي استعارته القصة من الشعر ، والحوار المأخوذ من المسرح ، وإن كان يوسف إدريس يرى ، أن العلاقة بين القصة القصيرة والمسرح ، تتمثل في الشعر ، فالقصة تحتاج إلى عقلانية أكثر من المسرح ، لذلك يمكن أن ترى كاتب قصة قصيرة ، ولكنه دون التأليف المسرحي ، ولكن من المؤكد أن ترى كاتبا مسرحيا يكتب قصة قصيرة ، وهذا يرجع إلى لغة الشعر ، التي تتجلى في المسرح ، ومن هنا فالمسرح يؤثر في القصة ، لأنه ينمي الحاسة الدرامية " (2) .



القصة والشعر :

يبدو التقارب الوثيق بين فني القصة والشعر جليا واضحا ، وبما أن اللغة وعاء الفكر ، وأن الكتابة هي وسيلة نقل الأفكار ، بكل ما تحمله من إمكانيات بلاغية وصوتية وموسيقية ، استخدمها الشعر وبرع فيها وامتاز بها (ولا يعني هذا أن الشعر مجرد لغة فقط) فنجد هذا واضحا في التكثيف والاختزال ، والاختيار الدقيق للكلمات والمعاني ، وهو أحد ملامح القصة القصيرة .

وقد ظهر مصطلح القصة / القصيدة للدلالة على نوع من القصص ، التي تقترب اقترابا شديدا من الشعر ، وتتماس معه أو تمتزج به ، بحيث تأخذ الكثير من عناصره ، دون أن تفقد روحها وخصوصيتها كقصة . وللتفرقة بين مصطلحي القصة / القصيدة والقصيدة الخالصة ، يقترح إدوار الخراط عنصرين (3) :

الأول : أن تكون للسرد أولوية في القصة / القصيدة ، ومكانة رئيسية ، لا بمجرد وجود السرد فقط ، وإنما بالقصد إليه ، واتخاذ تقنياته الخاصة ، بحيث تظل هناك حكاية ، ولا يشترط فيها أن تكون بشكل رئيسي ، وذلك على عكس القصيدة الخالصة ، والتي مهما ساد فيها نوع من السرد الحكائي ، لكنه لا يسودها ولا يحكمها .

أما العنصر الثاني : فيتعلق بموسيقية العمل الفني ، فإذا كان الإيقاع والبنية الموسيقية ، تحتل المرتبة الأولى في العمل ، فإنها تميل به إلى جانب القصيدة الخالصة ، وبالتالي فإن بنية القصيدة الخالصة ، تكون في موسيقيتها ، لا في سرديتها .

إذن فإدوار الخراط ، يرى أن غلبة السرد على النص ، تميل به إلى القصة . وأن غلبة البنية الموسيقية تميل به إلى الشعر . ومع ذلك فهو يرى أيضا ، أن (4) هذا الفارق بين المصطلحين غير محسوس ، وأنه فارق دقيق وحرج ، ويقول في موضع آخر " أسلم تماما أن مسألة الفصل الحاد الكامل القاطع المعملي قد انتفت ، ذلك أن الاختلاط بين الأنواع ، ليس موجودا في القصة القصيرة ، بل في المسرح وفى الرواية وغيرها ، بحيث يمكن أن نتكلم عن الرواية السيمفونية ، أو القصة التشكيلية " (5) .

عموما ما يتبقى في النهاية ، هو الكتابة . كتابة العمل الفني ، بما يحمل من جماليات خاصة به ، بغض النظر عن تصنيف هذه الكتابة ، تحت اسم معين أو وضع مفهوم لها ، أو قبول البعض لهذا الاسم ودفاعهم عنه ، أو رفض آخرين له ونفيه ، وبالتالي نفي النص نفسه ، خارج منظومة الكتابة .



القصة والسينما :

منذ ظهور السينما قبل نحو مائة عام ، وتطورها من خلال أفلام صامتة ، ثم ناطقة ، وأبيض وأسود ، ثم ملونة ، واستخدامها لتكنولوجيا العصر ، اعتمدت في معظم إنتاجها السينمائي ، على أعمال قصصية ومسرحية ، والمتتبع للنصوص القصصية ، خلال فترة ما بعد ظهور وانتشار السينما ، على نطاق جماهيري واسع ، سيلاحظ أن القصة على مستوى الشكل ، بدأت تتأثر وتستخدم تقنيات السينما ، خصوصا على مستوى بنية الزمان والمكان ، والفلاش باك ، والنهايات المفتوحة ، وعدم الالتزام بحل الحبكة القصصية ، ويبرز هذا التأثر أكثر في فنية المونتاج ، أو القطع والوصل ، فاعتمدت القصة في تكوين الصورة الكلية ، من خلال جمع الصور الصغيرة .

إن تداخل الأنواع الأدبية ، بعضها ببعض ، لا يعنى نفي فن لصالح فن آخر ، فالفن يتطور ويجدد نفسه وإبداعاته ، وقد تبرز أنواع جديدة تخلق مبدعيها ومتذوقيها ، فالفن ككائن وحيد الخلية ، يتكاثر وينقسم ويتكيف ، وينتج أنواعا جديدة تلائم الظروف الجديدة ، وما يبدو واضحا اليوم ، إن التمييز أو وضع فروق بين الأنواع الأدبية ، لم يعد ذا أهمية ، فالحدود الموضوعة تهاوت ، ويتم عبورها وتجاوزها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alaksa.yoo7.com
 
انواعالادب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاقصى :: الاستراحة :: اوائل-
انتقل الى: