منتديات الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاقصى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هارون هاشم رشيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو انس
Admin
Admin
ابو انس


المساهمات : 241
تاريخ التسجيل : 11/02/2008
العمر : 28

هارون هاشم رشيد Empty
مُساهمةموضوع: هارون هاشم رشيد   هارون هاشم رشيد I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 19, 2008 1:38 am

ولد الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في تموز 1927، سماه والده ليكون (هارون الرشيد) تيمنا بالخليفةالعباسي الشهير، وتفاؤلا بميلاده، تلقى أول دروس الشعر وايقاعاته منصتا الى شاعر الربابة، مع قصص فرسان العرب، مثلما استبطن شجن أغاني الأم، وهي تتسلى بها في ليلها الشجي، وكان نتاج ذلك وجدان شعري مليء بالشجن رغم ما فيه من تفاؤل يطل من ذبالة الشجن.. ومع حدث النكبة صعدت قصائده الاولى في تصوير حياة اللاجئين الذين عايشهم لحظة بلحظة.. ثم تحول إلى مبدأ العودة، مع المد القومي وموجة جمال عبدالناصر، وقد صعد اسمه وارتفعت موهبته مع الحقبة القومية الناصرية، فغنى للوحدة وآمالها باستعادة الوطن المسلوب.. منذ اكثر من نصف قرن وهو يغني لفلسطين ولا يسمح لشيء ان يشغله عنها، كأن همها قد صادر طفولته، وصادر شبابه، فلم يعش طقوسهما كما يجب، وانما كبر مثل كل ابناء فلسطين، واصدر حتى اليوم عشرين ديوانا شعريا، وعددا من المسرحيات الشعرية، وكتب عشرات الاناشيد للاطفال وللطلبة، مثلما تحولت قصائده الى أغان شهيرة، غنت له فيروز (سنرجع يوما).. وذاع نشيده الشهير بصوت غازي الشرقاوي (أنا لن اعيش مشردا). شاعر من النمط السهل الممتنع، يكتب للناس، وينطلق منهم، لا يؤمن بالغموض في الشعر، ويدافع عن وضوحه وصراحته وتقريريته، ارتبط بعلاقات حميمة مع شعراء عصره : محمود حسن اسماعيل، وعمر ابو ريشه ونزار قباني واحمد رامي وحسن البحيري، مثلما تابع اجيال الشعر الفلسطيني والعربي. ما يزال حتى اليوم يحمل قلبا متفائلا، رغم سنواته السبع والسبعين، وينشد شعره محتفظا بالامل ومشاعله، مؤمنا بالعودة والنصر رغم عتمة الواقع.. عندما استمع ادونيس الى شهادته الشعرية وبعض قصائده في لقاء شعري نقدي عقدته المنظمة العربية للتربية والثقافة في تونس العام 1981 علق قائلا "إن ما قدمه لنا هو وثيقة حياتية اعترف أنها أخذتني بحرارتها ومباشرتها، استوقفني فيها هذا اللقاء الحميم بين الحياة اليومية والتعبير عنها.. والامر الثاني ان الشعر الذي يقدمه لنا هو في مستوى التجربة الحية لا كمفهوم وانما كممارسة يومية يمتزج فيها الامل بالخيبة، وحقيقة الواقع الشقي ببهاء المستقبل المنتظر". هذا اللقاء أجري في عمان عشية توقيع الشاعر مجموعة شعرية جديدة بعنوان ( قصائد فلسطينية ) صدرت عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع. و شارك في نصيب وافر من هذا الحوار أستاذ الأدب العربي في جامعة فيلادلفيا الأردنية الشاعروالناقد د. محمد عبيد الله.

* ماذا تتذكر ايام الطفولة، وهل يمكن استعادة المكونات الاولى التي أثرت في بناء وجدانك الشعري؟
- أنا من مواليد حارة الزيتون في غزة العام 1927، وقد سميت بهذا الاسم - كما قيل لي - لانها كانت شبه غابة للزيتون ايام العهد العثماني، وفي الحرب العالمية الاولى استعملت الاشجار وقودا للقطارات،، فاختفى الزيتون وظل الاسم، عاصرت مبكرا جدا القضية الفلسطينية، وبدأت أفهمها صغيرا. واكثر ما اذكره في العام 1936 في شهر رمضان، كنا صغارا نلعب في ساحة (باب الدارون) حيث جامع الشمعة الشهير، ففوجئنا بعدد من الجنود البريطانيين يقتربون منا، وفي تلك اللحظة ظهر من زقاق جانبي ثلاثة ملثمين، اطلقوا النار على الجنود، فسقط اثنان منهم، وفرّ الاخرون، وبعدها امتلأت الساحة بالجنود والسيارات المصفحة، واعتقل الجنود رجال الحي، وكان والدي وأخي الاكبر غائبين في ذلك اليوم. قضيت الليلة خائفا، وفي الصباح اقتحم الجنود البيت وطلبوا منا مغادرته، فلجأنا الى بيارة قريبة حيث تسكن شقيقتي الكبرى، وفي الظهيرة سمعنا دويّ انفجارات شديدة، وقد أتت تلك الانفجارات على كل البيوت المحيطة ومنها بيتنا. منذ هذه الحادثة احسست انني خرجت من دائرة الطفولة، لم أعد طفلا، بدأت احس ان شيئا غريبا يتهدد امننا وسلامنا، وقد سجلت هذه الحادثة المؤثرة لاحقا في قصيدة بعنوان (قصة قد حدثت) في ديواني (مع الغرباء)، ومنها مقطع (لن ينام الثأر) الذي تحول الى اغنية ادتها فايدة كامل، ولحنها د. يوسف شوقي بطلب من احمد سعيد واذاعة ( صوت العرب).


* نظل في دائرة الطفولة ايضا، هل لك ان تحدثنا عن طبيعة الثقافة التي نلتها في ذلك الزمن.. او المصادر الاولى لمعرفتك وشاعريتك..؟
- تعرفت مبكرا على موسيقى الشعر، من خلال شاعر الربابة الذي كان يدعوه والدي (مختار العائلة) الى ديوانه، وكنت رغم صغري اتسلل الى الديوان لاستمع الى الاشعار المغناة التي تحكي قصصا من مثل: قصة الهلاليين، وعنترة، وسيف بن ذي يزن، كانت تجتذبني دون ان افهم الكثير منها. ايضا ما زلت اتذكر امي.. اسمعها تردد اشياء منغمة مموسقة بصوت مليء بالشجن عندما كانت تنخل الطحين في الليل، واشعر أن صوتها ذاك غرس فيّ روح الشجن، مثلما زرع في روحي الموسيقى الداخلية، تلك التي اصبحت فيما بعد احدى ميزات شعري وحياتي. قرأت ايضا - فيما بعد - ما توافر عند والدي وعند اخي الاكبر الذي كان شاعرا (علي هاشم رشيد) . وفي السابع الابتدائي درست في كلية غزة التي اسسها شفيق ووديع ترزي، وكانت كلية وطنية لا تتطابق مناهجها مع المنهاج الحكومي، وقد قررت علينا في اللغة العربية كتاباً اسمه (المشوِّق) اشتمل على نصوص شعرية ونثرية حديثة لطه حسين واحمد حسن الزيات ومحمود حسن اسماعيل والعقاد وابراهيم ناجي وشعراء المهجر وغيرهم، وقد تفاعلت مع تلك النصوص التي احسست ان فيها أفقاً آخر، فكانت تأتي بنفحات معاصرة، دفعتنا للاقبال عليها بحب، خلافاً للنصوص الجامدة التي كنا نتلقاها. وقد اعلنت الكلية عن اقامة حفل في نهاية العام في سينما السامر بغزة، تحت اسم (سوق عكاظ) وحددت اربعة مجالات للمشاركة: النظم، والخطابة، والتمثيل، والمطارحات الشعرية، وقد سجلت اسمي في الحقول الاربعة، لكن مدير الكلية رفض مشاركين لان الحفل مقتصر على طلبة الثانوية وحدهم، ثم لجأت الى استاذي الشاعر المرحوم سعيد العيسى (وهو اول من شجعني وتنبأ بمستقبلي الشعري) وبعد جهد منه شاركت في مسابقة لنظم الشعر والخطابة، وفزت بالمرتبة الاولى في الحقلين، وفي الحفل القيت الخطبة وانا ارتدي لباساً عربياً (وفق رغبة والدي) وامتشق سيفاً استعاره والدي من زعيم احدى قبائل بئر السبع، وكانت الجائزة ثمينة عندي، اذ تكونت من دواوين شعرية لشوقي وحافظ وقد سعدت بها، وحفظت تلك الاشعار عن ظهر قلب، مما ساهم في تأسيس ادواتي الشعرية وذخيرتي اللغوية.



* زلزال النكبة العام 1948 هز الواقع الفلسطيني، وانتج انفجارات معيشية وسياسية تمتد حتى اليوم، عايشت هذا الزلزال، وتأثرت به، وقد اطلق عليك لزمن طويل لقب (شاعر النكبة) كما ان ديوانك (مع الغرباء) قد يكون اول ديوان يحمل اصداء النكبة وهزتها الكاسحة .. كيف تفاعلت مع ذلك الحدث، وما مدى اثره على شاعريتك؟

- كنت في غزة عندما حدثت النكبة، وشاءت لي الاقدار ان اواكب كل لحظة من اللحظات التي وصل فيها اللاجئون الى غزة، عن طريق البحر، وقد تطوعت مع غيري لمساعدتهم في العبور فلم يكن هناك شاطىء، كنا نخوض في الماء وننقل الاطفال وغيرهم الى البر والى اماكن الايواء وكانت المدارس والجوامع هي المكان الاول، بعد ذلك عملت مع لجنة لشؤون اللاجئين ترأسها ضابط مصري وكان فيها ابن خالتي (نظمي الزهارنة) وقد اوكلت اليه مهمة توزيع الخيام، فطلب مني ان اساعده، ومن تلك اللحظة بدأت اعيش كل ثانية من الثواني التي يعيشها اللاجئون، فواكبتهم، ودققت اوتاد الخيام معهم، ثم تكونت معسكرات اللاجئين التي كانت معسكرات للجيش البريطاني، وقد ذهبت مع من ذهب لمعاينتها قبل نقل اللاجئين اليها، ووجدناها عنابر واسعة لا علاقة لها بسكنى الاسر، واقامة العائلات، وهي معسكرات (البريج، والنصيرات، والمغازي) وكنت حزيناً جداً وانا احس بانتقال هؤلاء الناس من بيوتهم وارضهم ومن حياتهم الناعمة الى هذه الجحور التي تسمى معسكرات ولا تصلح للسكن وللعيش. بدأت اتفهم الهم الكبير الذي يعيشونه، وخصوصاً ان بعض اهلي جاء مع اللاجئين، عمّان لي من يافا، وثلاثة اعمام من بئر السبع، وشقيقتي الكبرى من حيفا، هؤلاء وفدوا مع اللاجئين، كنت في الواقع لاجئاً مثلهم اذ عشت حياتهم، واختلطت بهم عن قرب، ولذلك ظن كثير ممن كتبوا عن شعري انني لاجىء من يافا، ربما لأن قصيدة (مع الغرباء) تصور حياة لاجئي يافا، وكنت قد عرفت يافا في زياراتي لاعمامي مثلما عرفت حيفا وبئر السبع وعكا حيث كان الوالد يرسلنا في نهاية كل عام دراسي بالقطار الى احدى هذه المدن كما نرغب، وهذه المعرفة ساعدتني في الكتابة عن الوطن، وفي التعرف اليه مبكراً والى كل ما فيه من جمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alaksa.yoo7.com
 
هارون هاشم رشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاقصى :: ساحة التعلم :: الاقصى التعليمي-
انتقل الى: